للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الخطاب من العراق وقال: يا أمير المؤمنين! إنا بأرض فارس قد نلنا منهم واجترأنا عليهم ومعي من قومي جماعة، فابعث معي ناسا من المجاهدين والأنصار يجاهدون في سبيل الله، فقام عمر بن الخطاب فحمد الله وأثنى عليه ثم دعا الناس إلى الجهاد ورغبهم فيه وقال: إنكم- أيها الناس- قد أصبحتم في دار غير مقام بالحجاز، وقد وعدكم الله على لسان نبيه كنوز كسرى وقيصر، فسيروا إلى أرض فارس، فسكت الناس لما ذكرت فارس، فقام أبو عبيد «١» بن مسعود الثقفي فقال:

يا أمير المؤمنين! أنا «٢» أول من انتدب من الناس، حتى اجتمعوا وأجمعوا على المسير ثم قال: يا أمير المؤمنين! اجتمع الناس، أمر عليهم رجلا من المهاجرين أو من الأنصار، فقال: لا أومر «٣» عليهم إلا أول من انتدب منهم، فأمر أبا عبيد «٤» فقال: إنه لم يمنعني أن أستعمل عليهم سليط بن قيس إلا أنه رجل فيه عجلة إلى القتال، فأخاف أن يوقع الناس موقعا يهلككم، فاستشره؛ ثم سار أبو عبيد «١» مع المثنى بن حارثة الشيباني والمسلمون معهما حتى [إذا] «٥» انتهى إلى بلاد قومه قام معه ربيعة فسار بهم وسار أبو عبيد «٢» بالناس حتى نزلوا باليمن وفيها مسلحة الأعاجم، فاقتتلوا بها قتالا شديدا، فانهزمت العجم، ثم بعث أبو عبيد «٦» بمن معه من المسلمين فالتقيا، فاقتتلوا فهزم الجالنوس «٧» وأصحابه، ودخل أبو عبيد باروسما «٨» حصنا لهم، ونزل هو وأصحابه فيه.

ثم بعث الأعاجم ذا الحاجب وكان رئيس الأعاجم رستم، فلما بلغ أبا


(١) من الطبري ٤/ ٦١، وفي الأصل: أبو عبيدة.
(٢) في الأصل: اجتمع.
(٣) من الطبري، وفي الأصل: لا آمر.
(٤) في الأصل: أبو عبيدة.
(٥) زيد لاستقامة العبارة.
(٦) في الأصل: أبو عبيدة، وراجع الطبري ٤/ ٦٥ للعثور على تفصيل المبعوثين.
(٧) من الطبري، وفي الأصل: جالوس.
(٨) من الطبري، وفي الأصل: بارسما.

<<  <  ج: ص:  >  >>