للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبيد «١» مسيرهم إليه انحاز»

بالناس حتى عبر الفرات فنزل في المروحة، وأقبلت الأعاجم حتى نزلت خلف الفرات، ثم إن أبا عبيد «١» حلف: ليقطعن إليهم الفرات، فناشده سليط بن قيس وقال: أنشدك الله في المسلمين أن تدخلهم هذا المدخل! فإن العرب تفر وتكر، فاجعل للناس مجالا، فأبي أبو عبيد «٣» وقال:

جبنت والله يا سليط «٤» ! قال: والله ما جبنت! ولكن قد أشرت «٥» عليك بالرأي، فاصنع بما بدا لك، فعمد أبو عبيد «٣» إلى الجسر الذي عقد له ابن صلوبا، فعبر عليه المسلمون فلما التقوا شد عليهم الفيل، فلما رأى أبو عبيد ما يصنع [الفيل] «٦» قال:

هل لهذه الدابة من مقتل؟ قالوا: نعم، إذا قطع مشفرها ماتت، فشد على الفيل فضرب «٧» مشفره فبرك عليه الفيل فقتله، وهرب المسلمون منهزمين فسبقهم عبد الله ابن مرثد الخثعمي إلى الجسر فقطعه، فقال له الناس: لم فعلت هذا؟ قال:

لتقاتلوا «٨» عن أميركم.

ولما قتل أبو عبيد «٣» أخذ الراية المثنى بن حارثة فانحازوا ورجعت «٩» الفرس، ونزل المثنى بن حارثة أليّس «١٠» وتفرق الناس فلحقوا بالمدينة، فأول من قدم المدينة بخبر الناس عبد الله «١١» بن حصين الخطمي «١٢» ، فجزع المسلمون من


(١) في الأصل: أبا عبيدة.
(٢) من الطبري ٤/ ٦٨، وفي الأصل: أجاز.
(٣) في الأصل: أبو عبيدة.
(٤) في الأصل: سليك.
(٥) في الأصل: أشرته.
(٦) زيد من الطبري ٤/ ٦٩.
(٧) من الطبري، وفي الأصل: فشد.
(٨) في الأصل: قاتلوا، والتصحيح بناء على الطبري.
(٩) من الطبري، وفي الأصل: اجتمعت.
(١٠) من الطبري، وفي الأصل: باللميس- كذا.
(١١) زيد في الطبري: بن زيد.
(١٢) من الطبري، وفي الأصل: الخثعمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>