للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسئلون، والحمد لله رب العالمين على ما أحببنا وكرهنا، ثم كانت من قضاء الله أن ساقتنا المقادير إلى هذه الرقعة من الأرض، ولقّت بيننا وبين أهل العراق، فنحن من الله بمنظر ومستمع، وقد قال الله وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا- الآية، فانظروا يا أهل الشام، فإنما تلقون غدا العدو، فكونوا على إحدى ثلاث خلال: إما قوما تطلبون «١» ما عند الله بقتالكم «٢» قوما بغوا عليكم، [وإما قوما تطلبون بدم الخليفة عثمان فإنه خليفتكم وصهر نبيكم] «٣» ، وإما قوما تدفعون عن نسائكم وذراريكم؛ وعليكم بتقوى الله والصبر الجميل! نسأل الله لنا ولكم النصر، وأن يفرغ علينا وعليكم الصبر، وأن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين؛ فأجابه أهل الشام: طب نفسا! نموت معك ونحيى معك، ثم «٤» جعل معاوية أبا الأعور عمرو ابن سفيان «٥» السلمي على مقدمته، وحبيب بن مسلمة «٦» الفهري على ميمنته، وبسر ابن أرطاة على ميسرته، و «٧» مسلم بن عقبة «٧» على رجالة العسكر؛ فلما كان الغد اقتتلوا قتالا شديدا، فحجز بينهم الليل حتى قاتلوا ثلاثة أيام؛ فقتل من أصحاب علي بالمبارزة: هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعمار بن ياسر، وعبد الله بن بديل ابن ورقاء، وعمار بن حنظلة الكندي، وبشر بن زهير، ومالك بن كعب العامري، وطالب بن كلثوم الهمداني، والمرتفع [بن] «٨» وضاح الزبيدي، وشريح بن طارق البكري، وأسلم بن يزيد الحارثي، والحارث بن اللجاج الحكمي، وعائذ بن كريب الهلالي، وواصل بن ربيعة الشيباني، وعائذ بن مسروق الهمداني، ومسلم


(١) من الفتوح، وفي الأصل: طلبتم.
(٢) في الأصل: بقاتلكم، ومبنى التصحيح على الفتوح.
(٣) زيد بناء على الفتوح.
(٤) راجع أيضا الفتوح ٣/ ٣١ والطبري ٦/ ٦.
(٥) من ترجمته في الاستيعاب، وفي الأصل بياض.
(٦) وقع في الأصل: مسلم- خطأ.
(٧- ٧) من الأخبار الطوال ١٧٢ والكامل ٣/ ١٤٨، وفي الأصل: عقبة بن مسلم.
(٨) زيد ولا بد منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>