للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعرضوا «١» عليه أمرهم فأبى عليهم ذلك، ثم ذهبوا «٢» إلى سعد بن وائل التميمي فأبى عليهم، فأتوا عبد الله بن وهب الراسبي «٣» واجتمعوا عنده بقرب النهروان، وخرج إليهم علي في جمعية، فلما أتاهم حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنكم أيها القوم قد علمتم وعلم الله أني كنت للحكومة كارها حتى أشرتم عليّ بها وغلبتموني عليها والله بيني وبينكم شهيد! ثم كتبنا بيننا وبينهم كتابا وأنتم على ذلك من الشاهدين، فقالت طائفة من القوم: صدقت- ورجعوا إلى الجماعة، وبقيت طائفة منهم على قولهم، فقال علي: هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الَّذِينَ ضَلَّ «٤» سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ «٥» يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ «٥» يُحْسِنُونَ صُنْعاً، منهم أهل النهروان ورب الكعبة»

! ثم إنهم عبروا الجسر إلى علي ليحاربوه، فلما عبروا الجسر نادى علي في العسكر: استقبلوهم، فاستقبلوهم والتقطوهم بالرماح، فكان مع علي جميعة يسيرة، إنما جاء علي أن يردهم بالكلام، وقد كانت الخوارج قريبا من خمسة آلاف «٧» ؛ فلما فرغوا من قتلهم قال علي: اطلبوا لي المخدع «٨» ، فطلبوه فلم يجدوه فقال: اطلبوا المخدع، فو الله ما كذبت ولا كذبت، ثم دعا ببغلته البيضاء فركبها وجعل يقلب القتلى حتى أتى على فضاء من الأرض فقال: قلبوا «٩» هؤلاء، فإذا هم برجل ليس له ساعد، بين جنبيه ثدي فيه شعرات، إذا مدت امتدت، وإذا تركت قلصت، فقال علي: الله أكبر! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج قوم


(١) في الأصل: فأعرضوا.
(٢) في الأصل: ذهب.
(٣) من الكامل ٣/ ١٧٠، وفي الأصل: الراسي.
(٤) من القرآن الكريم سورة ١٨ آية ١٠٤، وفي الأصل بياض.
(٥- ٥) من القرآن الكريم، وموضع الرقمين في الأصل بياض.
(٦) راجع الفتوح ٤/ ١٢٧.
(٧) في الأصل: ألف.
(٨) في الطبري ٦/ ٥٢ ومروج الذهب ٢/ ٣٨: المخدج، وأما الكامل ٣/ ١٧٦ ففيه كما هنا.
(٩) في الأصل: اقلبوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>