وروى أبو عبيد هذا الحديث، فقال: نا عبد الرحمن بن مهدي، عن
عبد الله، أو عبد الرحمن بن بديل العُقَيْلى، عن أبيه بديل بن ميسرة، عن
أنس بن مالك.
وروى أبو عبيد بإسنادهِ عن عبد الله بن مسعود، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"إن هذا القرآن مَأدُبَةِ الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم.
إن هذا القرآن حبل الله عز وجل، وهو النور المبين، والشفاء النافع.
عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لايَعْوَج فَيُقَومُ، ولا يزيغ
فَيسُتَعتَب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله
يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: (الم)
حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر وميم عشر".
وقال أبو عبيد: حدثنا حجاج، عن المسعودي، عن عون بن
عبد الله بن عتبة قال: "مَلَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رِو ملَّةً، فقالوا: يا رسول الله حدثنا، فأنزل الله تبارك وتعالى:
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ)
قال: ثم نعته، فقال: (كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)
إلى آخر الآية.
قال: ثم مَلوا مَلَّةً أخرى، فقالوا: يا رسول الله حدثنا شيئاً فوق الحديث، ودون القرآن؟ يعنون القصص، فأنزل اللة تبارك وتعالى: (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (٣) .
قال: فإنْ أرادوا الحديث دلهم على