للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سورة يونس عليه السلام

فيها سبعة مواضع:

الأول: قوله عزّ وجلّ: (إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥)

قالوا: نسخت بقوله عز وجل: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) .

وما ذلك بصحيح فإن خوفه على المعصية من عذاب الله، لو قدر وقوعها منه - وحاشاه - لم يزل، ولا نسخ، وهو - صلى الله عليه وسلم - يقول، لَمَّا قام حتى تورمت قدماه، وقيل له: أتفعل هذا بنفسك، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر:

"والله إني لأخوفكم لله"

على أن هذه الآية نزلت في طلبهم منه تبديل كلام الله.

والإتْيان بغيره، فقال الله عز وجلّ: (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) .

أفهذا ينسخ بما ذكروه؟

الثاني قوله عز وجل: (لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٢٠)

قالوا: نسخت بآية السيف، وليس ذلك بصحيح، إنّما نُزَل ذلك في طلبهم الآيات المهلكة (لا تأتِيْنا الساعةُ) - (أَمْطِرْ عَلينا حِجَارة من السماء)

فقيل له: (قُلْ (ولا اعْلَمُ الْغَيْبَ)

كما قال نوح عليه السلام لمّا قيل له: (قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣٢) .

<<  <   >  >>