للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والظاهر أنها نزلت فيمن آمن، وأعطى الجزية إذا ذكر للمسلمين شيئاً من

كتابه فلا يجادل، فأما من أقام على الكفر، ولم يدخل في الذمة فجداله

السيف.

وقوله عزَّ وجلَّ: (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا. . .)

إلى آخره، هو المراد بالتي هي أحسن، وقيل: إن هذه السورة نزل

من أولها إلى رأس العشر بمكة، ونزل باقيها بالمدينة، وإذا كانت

مجادلة الذين ظلموا منهم السيف فكيف تنسخها آية السيف؟

وهي آية السيف، والذين ظلموا هم الذين ذكرهم في براءة في قوله عز

وجل: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩) .

وقالوا في قوله عز وجل: (قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) .

نسخ معنى النذارة بآية السيف، وهذا ظاهر البطلان.

* * *

[سورة الروم]

ليس فيها نسخ.

وقالوا في قوله عزَّ وجلَّ: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (٦٠)

<<  <   >  >>