(وَأعْرِضْ عنِ الْجَاهِلِيْنَ) منسوخ بآية السيف، وليس كما قال.
قال العلماء: أعرض عن مودتهم، والانبساط إليهم في المجالسة.
والمخالطة.
وهذا لا ينسخ.
* * *
[سورة الأنفال:]
فيها تسعة مواضع:
الأول: قوله عز وجل: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ) .
نزلت في غنائم بدر، روي أنهم سألوه عنها لمن هي؟
وروي أنهم سألوها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
والأنفال: جمع نفل، والنفل: ها هنا العطية، سميت العطية
بذلك؛ لأنها تفضل مِن الله عز وجل، وعطية لهذه الأمة، لم يجعلها
لمن كان قبلهم، وقيل: أراد بالأنفال الزيادات التي يزيدها الإمام لمن
شاء في مصلحة المسلمين، وقيل: الأنفال ما شذَّ من العدو من عبد أو
دابة، للإمام أن يعطي ذلك لمن يشاء.
وقال مجاهد: الأنفال: الخمس، فذهب قوم ممن قال: الأنفال: الغنيمة إلى أنها منسوخة بقوله عز وجل (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) .
وذهب قوم منهم إلى أنها محكمة، والحكم في الغنيمة لله ولرسوله.
وقيل: إن أولي القوة غنموا يوم بدر أكثر من غيرهم، فرأوا
أنهم أحق بما غنموه فنزلت، وقيل: كانوا ثلاث فرق، فرقة اتبعت