للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله عز وجل: (إن الله يَغْفِرُ الذُنُوبَ جَمِيعاً)

قال قوم: هو منسوخ بقوله عز وجل: (إن الله لَا يَغْفِر أنْ يُشْرَكَ بِهِ)

وليس كما زعموا، وإنما المعنى: لا تقنطوا من رحمة الله، عز وجل.

للذّنوب التي ارتكبتموها في حال الكفر، فإن الإسلام يمحوها.

(وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ) - إلى قوله عَز وجل - وكُنْتَ مِنَ الكافِرِيْنَ) .

وهذا خبر لا يجوز نسخه.

* * *

[سورة المؤمن]

ليس فيها نسخ.

وهي أول آل حم نزولاً، ثم التي تليها إلى

انقضاء السبع، فهي في التأليف على حسب النزول عند قوم.

وقالوا في قوله عز وجل: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)

في الموضعين منها إنه منسوخ بآية السيف، وليس كذلك، وقد سبق

القول في ذلك.

* * *

[سورة فصلت (السجدة)]

ليس فيها نسخ.

وقال ابن حبيب في قوله عز وجل: (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ) :

هو منسوخ بقوله عز وجل: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)

وليس هذا بمنسوخ كما ذكر وقد قدمت القول في مثل هذا.

وكيف يظن من لديه تحصيل أن قوله عز وجلّ:

(اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ) تفويض؟

وهذا قول مظلم، كيفما تدبرته ازداد ظلمة.

ومما فيه أنه كان لنا أن نعمل ما شئنا من غير مشيئة الله تعالى،

<<  <   >  >>