للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقطع أكحَله، فنزف فمات، وأما الأسود بن عبد يغوث فأتى بغصن فيه

شوك، فضرب به وجهه فسالت حدقتاه على وجهه، وأما العاص بن وائل

فوطئ شوكة فتساقط لحمه عن عظمه، وأما الأسود بن عبد المطلب

وعدي بن قيس فأحدهما لدغته حية فمات، والآخر شرب من جرة

فما زال يشرب حتى انشق بطنه أي إنا كفيناك الساخرين منك.

الجاعلين مع الله الهاً آخر.

قال عكرمة: هم قوم من المشركين، كانوا يقولون: سورة البقرة، سورة العنكبوت، يستهزئون بالقرآن وأسمائه.

* * *

[سورة النحل:]

فيها خمسة مواضع:

الأول: قوله عز وجل: (تَتخِذُوْنَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً)

قالوا: نسخت بقوله عز وجل في المائدة. (فَاجْتَنِبُوهُ)

أو بقوله سبحانه: (فَهَلْ أنْتُمْ مُنتهُونَ)

وليس هذا بمنسوخ بهذا؛ لأن الله عز وجل أخبر عن حالهم في سورة النحل.

وعما كانوا يفعلون، ولم يبح لهم بذلك الخمر، ولا أمر باتخاذها.

قالوا: وهذا الخبر، وشبهه جائز نسخه؛ لأن الخبر على ضربين: ضرب

لا يجوز نسخه مثل أن يخبر الله عز وجل عن شيء أنه كان، أو أنه

سيكون.

وضرب يجوز نسخه مثل أن يخبرنا عزَّ وجلَّ عن قوم أنهم فعلوا

<<  <   >  >>