والوزن العدل خير لمن فعله، وأحسن عاقبة، والتأويل: العاقبة.
ومثل هذا من الخبر لا ينسخ، وأخبر تعالى في المطففين بالويل
لمن طفف، ولا تعارض بينهما، ولا نسخ.
* * *
[سورة الكهف]
وليس في سورة الكهف شيء.
إلَّا أن السدي قال في قوله عز وجل:(فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) : هو منسوخ بقوله عز وجل: (وَمَا تَشَاْءوْنَ إلا أنْ يَشَاءَ اللَّهُ) .
والذي قاله باطل، والمراد التهديد لا التخيير، ولو فرض ما قاله لم يكن
قوله عز وجل:(وَمَا تَشَاْءوْنَ إلا أنْ يَشَاءَ اللَّهُ) معارضاً له، ويلزم من
القول بأن هذا على التخيير إباحة الكفر، ومن اعتقد أن الله عز وجل
أباح الكفر فهو كافر..
* * *
سورة مريم عليها السلام
ليس فيها من المنسوخ شيء، وقال قوم: قوله عز وجل:
(وَأنْذِرْهُمْ يَوْيَم الْحَسْرَةِ) نسخ بآية السيف وهذا من أعجب
الجهل؛ أترى أنه لما نزلت آية السيف بطل إنذاره، وتذكيره بيوم القيامة؟
وقالوا فى قوله عزَّ وجلَّ:(فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩) .
قالوا: نسخ بقوله: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ) وقد تقدم ذكر هذا.
وكذلك قالوا في قوله عز وجل:(وَإنْ مِنْكُمْ إلا وَارِدُهَا)