للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي جمعه في صدرك، وأن تقرأه (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) .

أي فأنصت، واستمع (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (١٩) .

أي علينا أن نبينه بلسانك قال: فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا

ْأتاه جبريل عليه السلام يستمع فإذا انطلق قرأه كما قرأ.

وقال الضحاك: كان يفعل ذلك مخافة أن ينساه، فقيل له: إن

علينا أن نحفظه في قلبك، وأن تقرأه بعد حفظه.

وروي ذلك عن ابن عباس أيضاً، ومجاهد، وقتادة، وقال قتادة: إن علينا جمعه وقرآنه: أي جمعه في قلبك حتى تحفظه، وقرآنه أي تأليفه.

فأي فرق بين هذه الآية، وبين آية الأعلى؟

فالقول بأن هذا منسوخ بذاك خطأ من جهة أن

الخبر لا يدخله النسخ، ومن جهة أن المعنى فيهما واحد، وما كان

ينبغي أن فتكلم على هذا، فإنه لفساده يوقع كلام المتكلم عليه في

الضيم.

* * *

[سورة الإنسان]

ليس فيها منسوخ، وزعم هبة الله، وأظنه نقله عن غيره، أن

فيها آيتين منسوختين وبعض آية:

قوله تعالى: (وَأسِيْراً)

قال: هذا منسوخ، وهو من غير أهل القبلة، والله تعالى مدح قوماً بإطعام الأسير، ولم ينه عن ذلك إذا

<<  <   >  >>