[سورة الأحزاب]
ليس فيها نسخ.
وقالوا: نسخ قوله عز وجل: (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ)
بآية السيف، وليس كذلك.
وقد تقدم القول في مثله
وقوله عزَّ وجلَّ: (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ) .
زعم قوم أنه منسوخ، واختلفوا في ناسخه، فقال قوم: نسخت بالسنة. رووا عن عائشة، وأم سلمة: "ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحل له النساء " -
وأخبار الآحاد لا تنسخ القرآن؛ لأن القرآن العزيز مقطوع به، وخبر
الواحد ليس كذلك، فكيف يزال ما قطع به بما لم يقطع به؟.
وقيل: الناسخ قوله عزَّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ)
قالوا: هي من الأعاجيب نسخها بآية قبلها في النظم، وقيل: نسخت بقوله عزَّ وجلَّ قبلها، (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ)
وهذا القول إنما يقوله من قاله ظناً.
ألا ترى اختلاف القولين في الناسخ ما هو، وإنما حملهم على ذلك ما
ظنوه من التعارض، ولا تعارض لأن قوله عز وجل: (إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ) لا يعارض قوله سبحانه (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute