للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا قوله عز وجل: (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ) ؛ لأن

قوله عز وجل: (إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ) وقوله تعالى (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ)

في نسائه اللاتي كن في عصمته، فكيف يكون ذلك ناسخاً لقوله: (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ) وهذا في هذا الطرف كقول من قال في

الطرف الآخر: بل (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ) ناسخ لما تقدم من

الآيتين، وقد بينت أنه لا تعارض.

فلا ينسخ المتقدم المتأخر، ولا المتأخر المتقدم.

وقد قال الحسن، وابن سيرين: إنها محكمة، وحرم الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يتزوج على نسائه؛ لأنهن اخترن الله ورسوله فَجُوْزِيْنَ في الدنيا بهذا، وهو قول حسن، وهو الذي يشهد به القرآن، وإن كان ابن

عباس - رضي الله عنهما - قد روي عنه أنها منسوخة بما تقدم.

فقد روي عنه أنها محكمة، وقال: نهى الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزوج بعد نسائه الأوَل شيئاً.

وكذلك قال قتادة: لما اخترن الله، ورسوله، والدار الآخرة قصره

الله عليهن، وقصرهن عليه، فقال عزَّ وجلَّ: (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ) أي من بعد التسع اللواتي مات عنهن.

وقال أبى بن كعب: (وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ) معناه: ليس

لك أن تطلقهن بعد أن اخترن الله ورسوله، وقيل: معنى (مِنْ بَعْدُ) أي

من بعد هذه القصة، والسبب المتقدم الذكر.

<<  <   >  >>