للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عز وجل في الأعراف: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ) الآية.

أي أنه أمر في " سبحان " ألَا يُخافت بصلاته، وأمره في الأعراف

بالمخافتة، وقد تقدم أن ابن عباس رضي الله عنهما، يطلق النسخ

على غير ما نطلقه نحن عليه، هذا إنْ صحَ ذلك عنه، وقد قال أبو

موسى، وأبو هريرة، وعائشة، رضي الله عنهم: المراد بالصلاة ها هنا:

الدعاء، وقد نهى النَبي - صلى الله عليه وسلم - عن رفع الصوت بالدعاء، وقال: "إنكم لا تنادون أصم "، وقيل: يا رسول الله: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟

فأنزل الله عز وجل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)

فالآية على هذا محكمة، وقال الحسن: المعنى لا

تجهر بصلاتك أي لا تراء بها في العلانية، ولا تخافت بها أي تهملها

وتتركها في السر، ولكن هذا التأويل يبطله قوله عز وجل: (وابتغْ بين

ذلك سبيلاً) إلا أن يريد أن الإخلاص والمحافظة سبيل

بين الرياء والتهاون، فتكون الآية على هذا محكمة.

الخامس: قوله عز وجل: (إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (٣٤) .

قال السدي: هذا منسوخ بقوله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا)

قال: فاقتضى قوله عز وجل (إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) أنَ من يسأل عن العهد يجوز أن يدخل الجنة، ثم نسخ ذلك بقوله عز وجل: (أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٧) .

<<  <   >  >>