يرون أن عليهم حقاً للسائل والمحروم، فالسائل الذي يسأل الناس.
والمحروم الذي لا يسأل، قاله الزهري.
وقال ابن عباس: المحارَف، وقال ابن الحنفية: هو الذي لم
يشهد الحرب، فيكون له سهم في الغنيمة، وقال زيد بن أسلم: هو
الذيِ لحقته في زرعه جائحة، فاهلكته وأتلفته.
وقال عكرمة: هو الذي لا يُنمَّى له شيء، وهذا هو قول ابن عبَاس بعينه، وفي معناه أيضاً قول مالك، رحمه الله: هو الفقير الذي يحرم الرزق، وعن عمر بن عبد العزيز: المحروم: الكلب.
وهو بعيد من سياق الآية.
وقال هبة الله في قوله عز وجل: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤) .
هو منسوخ بقوله عز وجل: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥) .
وقال الضحاك: هي منسوخة بالأمر بالإقبال عليهم، وتبليغهم الرسالة، ووعظهم.
ويلزم من هذا أنه أمر في هذه الآية بترك التبليغ للرسالة، ثم
أرسل بعد ذلك، فنسخ ما كان أمر به من ترك الرسالة، والإنذار، وهذا
لم يكن قط، وإنما معناه: فتول عن تكذيبهم، وإصرارهم على الكفر.
كما قال عز وجل: (فَأعْرِضْ عَنهُمْ) ولم يرد بذلك الإعراض عن
التبليغ، والإنذار، وإنما أراد الإعراض عما يصدر منهم، وما كان يشق
عليه من ضلالهم، وما يأخذ به من شدة الحرص على إيمانهم
(لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) .
قال بعض