وقال داود: الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة، وإنما معنى قوله عز وجل:(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨) .
كقوله عليه السلام:"إذا أكلت فَسم بالله"
فيلزمه على هذا ألا يسمي إلَّا بعد الأكل، فإن التزم
له ذلك كان خروجاً عن السُّنة، وعما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من التسمية قبل الأكل.
وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طرق شتى الاستعاذة قبل القراءة، ولم يرو عنه - صلى الله عليه وسلم - الاستعاذة بعدها، ولا تفهم العرب من قول الله عز وجل:(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) الاستعاذة بعد القراءة، وإنما أتي داود من قبل العجمة.
وروي عن ورش الإمالة في أعوذ بالله، وليس ذلك من رواية -
المصريين، ولا المدنيين عنه، وكذلك روي عن الكسائي في بعض
طرق قتيبة عنه، وروى شجاع عن أبي عمرو:(الرجيم بسم الله)
بإخفاء الميم عند الباء في إدغام الكبير، والباقون لا يخفون عنه، لأن
الاستعاذة ليست من القرآن.
ويروى عن السوسى عن اليزيدي الإدغام في (وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)