للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يجوز الابتداء بما بعده؛ لأنه متعلق بما قبله في اللفظ والمعنى.

وقوله عز وجل: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (٤٣) .

وقف كاف، وأم بعده منقطعة يجوز الابتداء بها.

وقوله عز وجل: (تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٥١) .

قيل: المعنى: أفلا تبصرون أم أنتم بصراء، وإلى ذلك ذهب

الخليل وسيبويه، فعلى هذا يوقف على أم، ويبتدأ (أنا خيرٌ) .

وقيل: هي أم المنقطعة، والتقدير: (بل أنا خيرٌ) ، فعلى

هذا يبتدأ بأم.

وقال أبو زيد: أم زائدة، فعلى هذا يوقف على (تُبْصِرُونَ) .

وقال الهروي في قوله عز وجل: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ) .

إن أم بمعنى همزة الاستفهام والتقدير: أيقولون افتراه، فعلى هذا يبتدأ بأم.

وكذلك قال في قوله عزَّ وجلَّ: (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ)

إن معناه: أتريدون، وقوله (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ)

(أم لَهُ البَنَاتُ) (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ) (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ)

(أم يَقُولُونَ شَاعرٌ) - (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)

(أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ) .

قال: معنىَ "أم " في ذلك كلّه معنى همزة الاستفهام، لأنها لم يتقدّمها استفهام، وكذلك

<<  <   >  >>