من (كَالُوْهُمْ أوْ وَزَنُوْهُمْ) ؛ لأن الضمير المنصوب مع ناصبه
كالكلمة الواحدة.
قال أبو عبيد: الاختيار أن يكون: "كالوهم ووزنوهم" حرفاً واحداً
لأن المصاحف اجتمعت على طرح الألف فيهما، يعني بعد الواو.
قال: ولو كان منفصلًا من هم لكتبوا الألف كما كتبوا في
(جاؤوا وذهبوا) .
ويروى عن عيسى بن عمر، وحمزة: كالوا ووزنوا على أنّهما كلمتان.
وكانا يقفان على الواوين وقفة لطيفة لبيان هذا المعنى يجعلان الضمير
للمطففين، وليس ذلك بوجه الكلام، ولا يجوز موافقتهما على ذلك؛
لأنّ المعنى في قوله عزّ وجلّ: (إذَا اكتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ)
إذا أخذوا منهم، وفي قوله: (وإذا كالوهم) أي أعطوهم
يخسرون، والضمير المرفوع في (كالوا ووزنوا) راجع إلى الناس.
وهذا نظم متطابق، وإذا جعل الضمير للمطففين كما حكي عن
عيسى، وحمزة لم يتطابق النظم، وصار المعنى إذا أخذوا من الناس
استوفوا، وإذا كالوهم على الخصوص، أو وزنوهم على الخصوص
أخسروا، وهذا غير الأول.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute