للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و"كنانة" هي ستر السيف، سمي بذلك لأنه كان سترا على قومه، ويكنى بأبي النضر، يقول عامر العدواني لابنه في وصيته: يا بني، أدركت كنانة بن خزيمة وكان شيخا مسنا عظيم القدر، وكانت العرب تحج إليه لعلمه وفضله، ومن أقواله لهم: إنه قد آن خروج نبي من مكة يُدعى أحمد، يدعو إلى الله، وإلى البر والإحسان ومكارم الأخلاق، فاتبعوه تزدادوا شرفا وعزا إلى عزكم.

قال أبو الربيع رحمه الله تعالى: إن كنانة رُئي وهو نائم في الحجر فقيل له: تخير يا أبا النضر بين الصهيل والهدر وعمارة الجدر وعز الدهر، فقال: كل يا رب فصار هذا كله في قريش١.

و"خزيمة" يكني بأبي أسد، يروي ابن عباس أن خزيمة مات على دين إبراهيم عليه السلام، وهو أول من أهدى البدن للبيت.

و"مدركة" اسمه عمرو على الصحيح، وكنيته أبو هذيل، وأبو خزيمة.

و"إلياس" كان عاقلا، أريبا، يقول ابن الزبير: لما أدرك إلياس وبلغ أنكر على بني إسماعيل ما غيروا من سنن آبائهم وسيرهم، وبان فضله عليهم، وجمعهم رأيه، ورضوا به، فردهم إلى سنن آبائهم، ولم تزل العرب تعظمه تعظيم أهل الحكمة.

وهو وصي أبيه، تميز بجمال الخُلُق والخِلْقة، ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تسبوا إلياس فإنه كان مؤمنا" ٢.

ويذكر أنه كان يبشر بنبي من صلبه، يصلح الله به شئون الناس.

و"مضر" اسمه عمرو، وكنيته أبو إلياس، كان على دين إبراهيم عليه السلام، اشتهر بالحكمة، وسداد الرأي، ومن أقواله:


١ سبل الهدى ج١ ص٣٣٨.
٢ الروض الأنف ج١ ص١٠.

<<  <   >  >>