للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيوم العروبة، وجمعوهم فيه كل أسبوع لسماع الخطب وتداول الأمور.

وفي أسمائهم نلمح صفاتهم، ففي كعب العلو والثبات، وفي لؤي الهدوء والأناة، وفي غالب القوة القاهرة للأعداء١، وفي فهر الطول والعون، سمي قريشا لأنه كان يقرش -أن يفتش- عن حاجة المحتاج ليعينه بماله ونفسه٢، وفي مالك السيادة وملك العرب٣، وفي النضر الحسن والجمال٤، وفي كنانة ستر قومه، ومرجعهم لعمله وفضله٥، وفي خزيمة إصلاح قومه، وأخذهم على الحق٦، وهكذا إلى عدنان الذي عاش زمن موسى عليه السلام٧.

هذا نسبه صلى الله عليه وسلم من جهة أبيه..

وأما نسبه من جهة أمه فهو إلى كلاب، وعند كلاب يلتقي نسبها مع أبيه فنسبه من جهة أمه عال هو الآخر، يصفه ابن هشام ويقول: "إن آباء آمنة من فضلاء قريش وسادة بني زهرة"٨.

ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم أخ ولا أخت من أمه وأبيه، يقول الماوردي: "لم يشركه في ولادته من أبويه أخ ولا أخت؛ لانتهاء صفوتهما إليه، وقصور نسبهما عليه؛ ليكون مختصا بنسب جعله الله للنبوة غاية، ولتفرده بها آية، فيزول عنه أن يشارك فيه ويماثل به"٩.


١ مدارج الصعود ص٦، ٧.
٢ نور الظلام ص٣٠.
٣ المرجع السابق ص٣٠.
٤ فيض القدير ج٣ ص٣٧.
٥ المرجع السابق ج٣ ص٣٧.
٦ سيرة ابن كثير ج١ ص١٨٨.
٧ الروض الأنف ج١ ص١١.
٨ سيرة ابن هشام ج١ ص١٦٩.
٩ أعلام النبوة ص١٤٧.

<<  <   >  >>