للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت: فإن خُلُق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن"١.

ومن هنا تكون السيرة إبرازا لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في خصائصها وكمالاتها، ويكون تاريخ الدعوة إظهارا لجهاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحمل مشاق الدعوة وهو يتحرك بها مع الناس.

ولي قصة مع السيرة أحب أن أذكرها هنا:

فلقد كان شيخاي اللذان حفظت القرآن الكريم على يديهما، وهما الشيخ/ عيسى أحمد طه، والشيخ/ إبراهيم ويح٢، يحكيان لي ولزملائي نُتَفًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نقرأ على أحدهما سورة من السور التي تتحدث عن رسول الله مثل سورة "الضحى" و"الانشراح" و"الفيل"، وكان الشيخ يشرح لنا خواطره بأسلوب مبسط، مما حببني في السيرة منذ الصغر؛ حيث كنت مع زملائي الصغار، نتداول كلام الشيخ، ونسعد معه بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونتمثله حركة معجبين بها.

ولما انتسبت للأزهر الشريف، ودخلت المرحلة الابتدائية على النظام القديم٣، صارت السيرة مقررا دراسيا، يعيش تاريخ رسول الله صلى الله عليه وسلم من


١ فيض القدير ج٥ ص١٧٠.
٢ ولد الشيخ عيسى أحمد طه ونشأ بقرية "مدينة مسير" من أعمال محافظة كفر الشيخ، وأسس كُتَّاب القرية، واهتم به مع زميل هو الشيخ/ إبراهيم ويح -عليهما رحمة الله- وقد بارك الله في عملهما، وتخرج من هذا الكُتَّاب علماء أفذاذ، وظهر جيل من علماء القرية يدين لهما بالفضل، ويكفي أن قرية ريفية صغيرة هي قرية "منية مسير" تخرج من أبنائها أكثر من ثلاثين أستاذ بجامعة الأزهر يدينون لكُتَّاب القرية بالفضل، ومن الواضح أن أبناء هذه القرية قد بارك الله لهم وحبب أبناءهم في العلم والتعلم.
٣ كان النظام القديم في الأزهر يقصر الدراسة قبل الجامعة على مرحلتين: المرحلة الابتدائية ومدتها أربع سنوات، والمرحلة الثانوية ومدتها خمس سنوات، على أن يكون التحاق الطالب بالمرحلة الابتدائية بعد امتحان للقبول في مستوى نهاية التعليم الأساسي، وحفظ القرآن الكريم كله.

<<  <   >  >>