للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزوج يشهد لزوجته بعد مماتها ويقول: "والله ما رزقني الله خيرا منها ... "، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لقد رزقت حبها" ١.

ويذهب محمد صلى الله عليه وسلم إلى أعمامه يخبرهم بنبأ خطبة خديجة فيسرون جميعا، ويحضر محمد صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب وعشرة رجال من قومه، ويخطبها عمه أبو طالب من عمها عمرو بن أسد، فيقول وهو يخطبها: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوبا، وحرما آمنا، وجعلنا حكام الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا وإن كان في المال قل، فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، وعارية مسترجعة، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل، وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وقد بذل هلا الصداق حكمكم عاجله وآجله اثنتا عشرة أوقية ونشا. فقال عمرو بن أسد عمها: هو الفحل لا يقدع أنفه، وأنكحها منه٢.

وما روي من أن أباها هو الذي زوجها، وهو لا يدري لسكره، فمردود؛ لأن أباها خويلد هلك قبل حرب الفجار.

ويقال: إن الذي أنكحها هو ورقة بن نوفل، وقيل: هو أخوها عمرو بن خويلد ... والأظهر أنه عمها.

يمتن الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم بزواجه من خديجة؛ حيث يقول له سبحانه بعد المبعث: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} ٣.

حيث كنت فقيرا فأغناك بمال خديجة الذي تنازلت عنه لك راضية سعيدة.. لتتفرغ للمهام الكبرى، وتعيش الأسرة معك راضية مطمئنة، ويرزقكم الله الأبناء عددا..


١ صحيح مسلم - مناقب خديجة ج١٥ ص٢٠١.
٢ الروض الأنف ج١ ص٢١٣.
٣ سورة الضحى آية ٨.

<<  <   >  >>