للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به الركن.

فغضب النجدي حيث نُحي.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس يبني معنا في البيت إلا واحد منا".

فقال النجدي: يا عجبا لقوم أهل شرف، وعقول، وسن، وأموال، عمدوا إلى أصغرهم سنا، وأقلهم مالا، فرأسوه عليهم في مكرمتهم، وحرزهم، كأنهم خدم له، أما والله ليفوتنهم سبقا، وليقسمن بينهم حظوظا وجدودا! ١..

ولما بنى القرشيون الكعبة قصرت بهم النفقة، ولم يتمكنوا من بنائها على قواعد إبراهيم، وأهم التغييرات في بناء قريش للكعبة ما يلي:

١- كان باب الكعبة على الأرض، فلما هدمتها قريش وأعادوا بناءها، ردموا وسط الكعبة بمخلفات الهدم، فارتفعت أرض الكعبة، وبالتالي ارتفع بابها، وقد استحسنوا ذلك حتى لا يدخلها إلا من أرادوا له الدخول، وبخاصة أن بعض اللصوص كانوا يدخلون الكعبة لسرقة بعض المجوهرات التي أهديت إليها، يروي الأزرقي بسنده عن أبي جعفر أنه قال: كان باب الكعبة على عهد إبراهيم وجرهم بالأرض حين بنتها الملائكة، كما يروي أن أبا حذيفة بن المغيرة قال: يا معشر قريش، ارفعوا باب الكعبة حتى لا يدخل عليكم أحد إلا بسلم، فإنه لا يدخل عليكم إلا من أردتم، ففعلت قريش ذلك، وردموا الردم الأعلى، وصرفوا السيل عن الكعبة وكسوها٢.

٢- جعلوا للكعبة بابا واحدا، هو الباب الشرقي، وهو الموجود الآن، وسدوا الباب الغربي.

٣- تركوا بناء الحجر بطول ستة أذرع ونصف، مع أنه جزء من الكعبة؛ لأن النفقة الطيبة قصرت بهم، فأبوا أن يدخلوا في بنائها مالا خبيثا، وأطاعوا


١ الطبقات الكبرى ج١ ص١٤٦.
٢ أخبار مكة للأزرقي ج١ ص١٧٣.

<<  <   >  >>