للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد عظَّم العرب أصنامهم بأشكال متعددة، فكانوا يسمون أولادهم باسمها فباسم "مناة" سمى تميم بن مر ابنه "زيد مناة بن تميم"، وباسم اللات سمى ثعلبة بن عكابة ابنه "تيم اللات"، وباسم العزى سمى كعب بن سعد ابنه "عبد العزى"، وحمل عوف بن عذرة "ودا" معه إلى دومة الجندول وسمى ابنه "عبد ود".

وكانوا يذبحون ذبائحهم عندها، ويهدون لحومها مَن حضر عند الصنم، ويأتونها بالهدية والزيارة١.

وكانوا يهتمون بالتمسح بها، فإذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح بالصنم، وإذا رجع كان تمسحه بالصنم أول ما يفعله، وكانت الحائض لا تقربه، ولا تتمسح به، بل تقف بعيدا عنه حتى ينتهي حيضها٢.

وكانوا يحلقون رءوسهم عنده، ويلقون حوله شعرهم، ومعه كمية من دقيق.

وكانوا يحلفون به، يقول عبد العزى بن وديعة المزني:

إني حلفت يمين صدق برة ... بمناة عند محل آل الخزرج

ويقول أوس بن حجر:

وباللات والعزى ومن دان دونها ... وبالله إن الله منهن أكبر٣

وكانوا يصطحبون أصنامهم معهم في الحروب، فنرى العربي في يوم "أحد" يستغيث ويستنصر بـ"هبل"٤، وكان أبو سفيان في هذه الغزوة يحمل اللات والعزى، وكانوا يستهمون عند الصنم، ويضربون الأقداح لديه في شئون كثيرة كالعقل إذا اختلفوا فيمن يتحمله، ولعمل ما: أيفعل أم يترك؟ يقول ابن هشام٥: كانوا إذا


١ الأصنام ص١٨، ٥٥، ١٣، ١٦، ٣٤، ٥٩.
٢ أخبار مكة ج١ ص٦٦.
٣ الأصنام ص٤٨، ١٤، ١٧.
٤ تاريخ الرسل والملوك ج١ ص١٣٩٥.
٥ سيرة النبي لابن هشام ج١ ص١٦٥.

<<  <   >  >>