للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للنقباء: "أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم، وأنا كفيل على قومي" يعني: المسلمين، قالوا: نعم١.

وقد روى البيهقي عن الإمام مالك رضي الله عنه قال: حدثني شيخ من الأنصار أن جبريل كان يشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من يجعله نقيبا ليلة العقبة٢.

وفي حديث كعب بن مالك قال: كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور، ثم بايع القوم٣، فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سمعته قط: يأهل الجباجب، هل لكم من مذمم والصباء معه قد اجتمعوا على حربكم؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا أزب العقبة، هذا ابن أزيب، استمع أي عدو الله، أما والله لأفرغن لك".

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارجعوا إلى رحالكم"، فقال له العباس بن عبادة بن نضالة: والله الذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم"، قال: فرجعنا إلى مضاجعنا فنمنا عليها حتى أصبحنا.. فلما علم أهل مكة جاءوا إلى الأنصار، فقالوا: يا معشر الخزرج، إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا لتخرجوه من بين أظهرنا وتبايعوه على حربنا، وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم، فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون بالله ما كان من هذا شيء، وما علمناه، وقد صدقوا لم يعلموه٤.


١ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ج١ ص٤٤٣.
٢ سبل الهدى والرشاد ج٣ ص٢٨١.
٣ البداية والنهاية ج٣ ص١٦٣.
٤ المرجع السابق ج٤ ص١٦٤.

<<  <   >  >>