للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المادة، وكانت تنادي بالسلوك القويم حتى يمتزج الهندوسي مع "النرفانا" وهي تؤمن بتناسخ الأرواح، وإمكانية الوصول إلى "النرفانا"١، والاندماج معها كما حدث في الانطلاق والنجاة.

أما فكرة البوذية عن الإله فقد تجاهلته تماما، ولم تتكلم عنه، ولم يشر بوذا إلى ذلك لا نفيا ولا إثباتا، بل كان يدعو إلى اكتشاف الألم، والبحث عن مصدره من أجل إعدامه لنزول الآلام، ويصل الإنسان إلى السعادة٢.

وكان صمت البوذية عن أفكار الألوهية الهندوسية، وقصرها إلغاء نظام الطبقات على من دخل البوذية، وتبسيطها العقائد -سببا في إقبال الناس عليها، وتمسكهم بأخلاقها، مع ولائهم لآلهة الهندوس، وكان هذا الوضع سببا في أن مظاهر البوذية لم تكن خالصة بها، بل كانت خليطا منها ومن الهندوسية، الأمر الذي جعلها محل تقبل في المجتمع الهندي، وسرعان ما اكتسبت تعاليم الهندوسية، وذابت فيها وقبلت من الناحية العملية لا النظرية نظام الطبقات الهندوسي.

وأتى القرن السادس الميلادي على الهند والبوذية تنتشر بثقافاتها وأخلاقها وحضارتها، إلى عديد من الأماكن خارج الهند، فوصلت إلى البنغال والصين شرقا، وكشمير وكوريا شمالا٣، وكان لاعتقاد الهندوس بتناسخ الأرواح أن عبدوا الحيوان، على أساس أن روحا قديمة تقمصته، فعبدوه على أساس أنه جد حقيقي، أو رمزي للأسرة، وأنه معطيهم الخير بلا مقابل٤.

وقد اتخذ العامة منهم الأصنام وجعلوها آلهة لهم٥ يعبدون لها، ويتقربون إليها بقرابين، وهي عندهم تجسيد لشيء قوي وهام، وكانوا يسمون الصنم باسم


١ أديان الهند الكبرى ص١٥٦ وما بعدها.
٢ الله ص٦٥.
٣ أديان الهند الكبرى ص٨٤.
٤ الله ص٦١.
٥ الملل والنحل للشهرستاني ج١ ص٢٦٧ وما بعدها.

<<  <   >  >>