للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أرض بين حرتين، بينهما نخل، به علامات لا تخفى، يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل"١.

ونلحظ من القصة ما كان عليه الفرس والنصارى، وما كان عليه الجميع من ضلال جعلت سلمان رضي الله عنه يترك موطنه، ودين آبائه، وينتقل في العديد من الأماكن باحثا عن الدين الحق، حتى وجده في مبعث المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ومن رحمة الله بالناس أن جاءهم بالإسلام في وقت تلاقت فيه الأفهام، ونضجت العقول، وتشابهت في التوجه والتفكير، حتى صارت البشرية كيانا فكريا واحدا في مصاحبة دين الله الواحد، الذي جاء مناسبا للناس أجمعين.

وقد ضمن الله دينه من التعاليم ما يجعله صالحا على الزمن كله لا يقصر عن غاية للناس إلى يوم القيامة، وحفظ الله دينه بثبوت الوحي الذي نزل به، وحقق الأسباب الموجبة لهذا الحفظ، الأمر الذي يؤكد استمرار الإسلام بين الناس كما أنزل من عند الله تعالى بلا تحريف أو غموض.

إن الحقيقة التطبيقية تؤكد كفاية الإسلام للناس وعدم حاجتهم لدين جديد، وكل ما عليهم أن يعلموا دينهم، ويعملوا بما جاء به.


١ رواه أحمد في المسند - الفتح الرباني - باب المناقب - باب ما جاء في سلمان ج٢٢ ص٢٦١، والحاكم في مستدركه، والطبراني في الكبير بنحوه، يقول الهيثمي: رجال هذه الرواية رجال الصحيح، وقد صرح محمد بن إسحاق بالسماع فانتفت تهمة التدليس، وذكر البخاري في الصحيح أن قصة إسلام سلمان تناولها بضعة عشر سيدا.

<<  <   >  >>