تتعدد المواصفات التي يضعها المتخصصون في الإرشاد فيمن يقومون بهذا العمل بتعدد المدارس، والنظريات التي يبنون عليها نماذجهم الإرشادية، ولا شك أن بعض الخصائص التي يقررها المتخصصون تصلح للاسترشاد بها عبر الزمان، والمكان في تحديد خصائص المرشدين والمعالجين، ومن يماثلهم من أخصائيين اجتماعيين، وأطباء نفسيين بل وفي كل من يتصدى لمعاونة إنسان في أي موقع لتخطي عقبة، أو حل مشكلة أو مواجهة أزمة شديدة.
والمرشد "أو المعالج" ينبغي أن يتصف بعدة خصائص أساسية ليمارس العمل الإرشادي، كما يحتاج بصفة دائمة أن يمحص نفسه من وقت لآخر ليطمئن إلى أن هذه الخصائص لا تزال قوية عنده، وأن يبحث في تقويتها بصفة دائمة.
[أولا: العلم]
الإرشاد كما قلنا على تخصصي يقوم به شخص قادر على تقديم العون لشخص آخر بحاجة إلى هذا العون -فالمرشد وهو الذي يقدم العون هو متخصص Professional مدرب على العمل الإرشادي على الأقل في مستوى الدرجة الجامعية الأولى "البكالوريوس أو الليسانس"، وهو يبني عمله الإرشادي على أساس من مجموعة كبيرة من النظريات يتلقاها أثناء إعداده العلمي -فهو يعمل مع إنسان الأمر الذي يستوجب أن يكون على دراية بطبيعة هذا الإنسان، ونموه وارتقائه وخصائصه، وسلوكه كفرد مع ذاته، وكفرد وسط جماعة ووسط مجتمع؛ ولأنه يعمل مع إنسان له ظروف، أو مشكلات خاصة تجعله ينشد العون عند هذا المتخصص المرشد، فإنه يحتاج أن يعرف كيف تحدث هذه المشكلات، وكيف تطرأ التغيرات في السلوك مما يدعو إلى التعرف على ما يمكن أن يحدث من اضطرابات نفسية، وسلوكية- ثم إنه بحاجة إلى أن يواجه هذه الاضطرابات، وهذه المشكلات من خلال عملية تعليم للمسترشد في إطار العلاقة الإرشادية، ويمكن اعتبار المقررات التالية أساسية للعمل الإرشادي.