يقصد بالإطفاء وقف التعزيز عن استجابة سبق تعزيزها, والاستجابة التي تتعرض للانطفاء تنتقص في تكرارها حتى تعود إلى مستواها الذي كانت عليه قبل التعزيز أو تتلاشى. وهناك أمثلة كثيرة على حدوث الانطفاء في حياتنا اليومية، فالشخص الذي يحاول أن يشغل سيارته المعطلة يتوقف بعد عدة مرات من المحاولة، كما أننا نتوقف عن إصدار التحيات الحارة بعد عدة مرات من عدم إجابة من نحييه، وفي كل من هذه الأمثلة فإن السلوك يتناقص؛ لأن النتيجة المعززة لم تعد تحدث.
ويستخدم الانطفاء في المواقف التطبيقية عادة للسلوكيات التي سبق أن تلقت تعزيزا إيجابيا، كما أنه يمكن أن يستخدم أيضا مع الاستجابات التي تلقت تعزيزا سلبيا، ولكن الانطفاء في هذه الحالة يختلف عنه في حالة الاستجابات التي كانت تعزز إيجابيا.
فالانطفاء في حالة السلوك "الاستجابات" التي تعزز سلبيا، وهي غالبا تعزز بإزالة الخوف أو الألم أو القلق، هذه الاستجابات تحتاج لكي تطفأ إلى أساليب خاصة يطلق عليها أحيانا أساليب إزالة أو خفض الخوف Fear Reduction ومنها طريقة التخلص التدريجي "أو المنظم" من الحساسية Systematic Desensitivation، وطريقة الغمر Flooding، وطريقة التفجر الداخلي Implosion وطريقة التدريب على السلوك التوكيدي Assertive Training.
إن المرشد وهو يصور مشكلة المسترشد، والتي تتمثل في كثير من الأحيان في سلوك غير مرغوب يحتاج إلى التغيير عن طريق خفضة أو التخلص منه، هذا المرشد يحتاج أن يتعرف على المعززات التي أبقت على السلوك, مثلا: تشجيع الزملاء، الحصول على مكاسب ثانوية، لفت نظر الوالدين ... إلخ، فإذا استطاع المرشد أن يحدد إستراتيجيته للفصل بين المعززات والسلوك الذي قد يكون في شكل تغيب عن المدرسة،
ادعاء المرض، عدم الاستذكار ... إلخ، فإنه بذلك يكون قد أعدّ خطة لانطفاء السلوك الضار أو غير المرغوب.
وفي بعض الأحيان فإن إخماد أو إطفاء سلوك يصاحبه عملية تعزيز للسلوكيات المرغوبة والمناقضة للسلوك الذي تتخلص منه، مثلا: نشجع ونعزز سلوك الحضور للمدرسة أو نعزز سلوك الصدق، وهكذا، بهذه الطريقة نساعد على تكوين السلوك الإيجابي في نفس الوقت الذي نطفئ أو نخمد فيه السلوك السلبي غير المرغوب.