يشبه التلقين باعتباره مبدأ من مبادئ التعلم، ذلك التلقين الذي يحدث في المسرح، فهو عبارة عن تلميح أو مؤشر يجعل احتمال الاستجابة الصحيحة أكثر حدوثا. إن الأحداث التي تساعد على بدء استجابة تعتبر تلقينات. فالتلقينات إذن تسبق الاستجابة، وعندما ينتج عن التلقين استجابة، فإن الاستجابة يمكن أن يعقبها تعزيز.
وعندما تؤدي التلقينات إلى استجابات أو سلوكيات تتلقى تعزيزا, فإن هذه التلقينات تصبح مثيرا فارقا أو مثيرا مميزا "م ف" للتعزيز. وعلى سبيل المثال عندما يطلب الوالد من الطفل أن يعود من المدرسة مبكرا, وعندما يفعل الطفل ذلك فإنه يتلقى امتداحا فإن طلب الوالد "تعليمات الوالد" يصبح مثيرا مميزا م ف. فالتعليمات التي أصدرها الوالد تشير إلى أن هناك احتمالا لوقوع التعزيز عندما تؤدي سلوكيات معينة، ومن ثم فإن التعليمات وحدها يتوقع أن يعقبها السلوك. وكقاعدة عامة، فإنه عندما يسبق التلقين تعزيز الاستجابة فإن التلقين يصبح مثيرا مميزا "فارقا", ويمكن أن يضبط السلوك بفاعلية.
إن تكوين السلوك يمكن أن يصبح أيسر بعدة وسائل، مثلا توجيه السلوك بدنيا "مثلا عندما نأخذ بذراع الطفل لنساعده على وضع الملعقة في فمه" أو التوجيه اللفظي للطفل ليعمل شيئا ما، أو الإشارة للطفل أن يدخل إلى البيت، أو ملاحظة شخص آخر "نموذج" يؤدي السلوك المطلوب تكوينه. ويلعب التلقين دورا رئيسيا في عمليات التشكيل والتسلسل السابق الحديث عنهما، حيث نساعد الفرد لبدء الاستجابة ثم نعززه عند إكمال الاستجابة النهائية وقد استخدم ماهوني وزملاؤه "١٩٧١" Mahoney etal أنواعا من التلقينات لتدريب أطفال عاديين وأطفال متخلفين على الذهاب إلى المرحاض كجزء من التدريب على مهارات قضاء الحاجة. وعلى سبيل المثال كانت بعض اللعب توضع قريبا من مدخل المرحاض "تلقين بصري" كما كان الباحث يقوم بتوجيه الطفل بأن يأخذ بيده إلى المرحاض "تلقين بدني", ثم يوجهه بالكلام "هيا نذهب يا بوتي""تلقين لفظي" وذلك ليبدأ السير إلى الحمام.
إن استخدام التلقينات يزيد من احتمال حدوث الاستجابة، على سبيل المثال فإن السير إلى المرحاض كان أكثر احتمالا من حدوثه عندما قاد الباحث الطفل فعلا إلى المرحاض عما لو تركه يستجيب بمفرده. وبينما تشكل الاستجابة فإن الملقنات يمكن أن تستخدم بتكرار لتيسر أداء الهدف النهائي، وحالما تتم الاستجابة الملقنة فإنه يمكن