للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- يتصرف بطريقة يحترمها شخصيا، واعيا بأنه لا يستطيع أن يكسب دائما، وهو يتجنب جوانب القصور لديه، ويسعى دائما للمحاولة الجيدة التي تجعله سواء كسب أو خسر أو تعادل يبقي على احترامه لذاته.

ويهتم الباحثون في مجال السلوك التوكيدي بالتمييز بين التوكيد "الحزم" Assertion من جهة، والعدوان Agression من جهة أخرى. ويمكن تمييز العدوان بعدة طرق، فعلى سبيل المثال يمكن أن نقول: إن العدوان سلوك كدر من الناحية الاجتماعية "وولبيه ١٩٧٣" أو أنه انتهاك لحقوق الغير "لانج وجاكوبوسكي ١٩٧٦" كما يرى البعض أنه لكي نقول عن سلوك ما بأنه عدواني, فإنه ينبغي أن يتوافر قصد العدوان.

ومن هناك يمكن القول: إن السلوك العدواني سلوك له آثار سلبية على رفاهية الغير.

ويشتمل التدريب على السوك التوكيدي، على أي أسلوب علاجي يهدف إلى زيادة قدرة الفرد على القيام بهذا السلوك. وتشتمل الأهداف النوعية لهذا النوع من التدريب على زيادة قدرة الفرد على التعبير عن المشاعر السلبية مثل: الغضب، والضيق، وكذلك المشاعر الإيجابية مثل الفرح والحب والامتداح.

ويفترض المعالج أن التأكيد الزائد يفيد المسترشد بطريقتين:

فأولا: أن المرشد يعتقد أن سلوك المسترشد بطريقة أكثر تأكيدا "حزما" سوف تعطي هذا المسترشد شعورا أكبر بالراحة، بل إن أحد المعالجين الذين أسسوا هذا النوع من العلاج وهو جوزيف وولبيه يعتبر أن الاستجابة التوكيدية لها تأثير مشابه إلى حد كبير مع تأثير الاسترخاء العضلي العميق في إمكانية الكف المتبادل للقلق، ومن ثم يمكن استخدام أسلوب السلوك التوكيدي كاستجابة مضادة للقلق، "انظر أسلوب التخلص المنظم من الحساسية".

وثانيا: فإن المرشد يفترض أن المسترشد حين يسلك بطريقة أكثر تأكيدا سيصبح أكثر قدرة على تحقيق ميزات اجتماعية هامة، وبالتالي يحصل على رضاء أكبر في الحياة، وتحقيق هذه الميزات وهذا الرضا يستلزمان نوعا من التعقل وليس مجرد الانفعال التلقائي غير الاستجابي؛ ولهذا يجب على المرشد أن ينتبه في تدريب المسترشد ألا يحدث تعميم للسلوك إلى مواقف تعود عليه بالضرر، كأن يرد في غلظة على رؤسائه في العمل.

<<  <   >  >>