للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ (١)، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلَا وَاللَّهِ! مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سَبْتاً (٢).

ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ البَابِ فِي الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ - وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ -، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِماً، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلَكَتِ الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ؛ فَادْعُ اللَّهَ، يُمْسِكُهَا (٣) عَنَّا.

قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ (٤)، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ.

قَالَ: فَأَقْلَعَتْ، وَخَرَجْنَا (٥) نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.

قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ أَنَساً: أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (٦).

٤٨٩ - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ المَازِنِيِّ رضي الله عنهما قَالَ: «خَرَجَ


(١) أي: مستديرة، ولم يرد أنها مثله في القدر. مشارق الأنوار (١/ ١٢١)، وفتح الباري (٢/ ٥٠٣).
(٢) «سَبْتاً»: أسبوعا من السبت إلى السبت، وقيل: مدَّة من الزَّمان قليلة كانت أو كثيرة. النهاية (٢/ ٣٣١).
(٣) في ب: «أن يمسكها»، وفي و: «يمسكها» بالرَّفع والجزم معاً.
ويجوز فيها الوجهان؛ فالرَّفع: على الاستئناف، والجزم: جواب «ادْعُ». انظر: رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (٣/ ١٣٦).
(٤) في و: «الظراب والآكام» بتقديم وتأخير.
و «الآكَام»: جمع (أكمة)، وهي دون الجبل، وأعلى من الرَّابية، وقيل: دون الرَّابية.
و «الظِّرَاب»: الرَّوابي الصِّغَار. شرح النووي على مسلم (٦/ ١٩٣).
(٥) في و: «فخرجنا».
(٦) البخاري (١٠١٤)، ومسلم (٨٩٧) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>