للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك أجمعوا على محبتهم وموالاتهم، والإيمان بهم كلهم، لا يفرقون بين أحد منهم، فيؤمنون ببعض، ويكفرون ببعض كحال أهل الكتاب الذين يدعون الإيمان ببعض الرسل، ويكفرون ببعض، ويعظمون بعضهم حتى يجعلوهم آلهة مع الله، ويتنقصون بعضهم، كما فعل هذا النصراني فيما تقدم من كتابه.

حيث لم يقتصر على الطعن في سيد المرسلين، إذ كفره سابق على ذلك.

بل اعترض -أيضا- على موسى - كليم الرحمن -، ونسبه إلى الشك فيما جاءه من الحق، وارتكاب ما يستحق عليه اللوم، مع اعترافه بأنه رسول الله.

فليعتبر الموقن بالله أي الفريقين أولى بالله وبرسله.

وقد أجمع المسلمون على أن الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - معصومون فيما يخبرون به عن الله وفي تبليغ رسالاته، لا خلاف بينهم في ذلك، وإن وقع خلاف فيما دونه.

والذي عليه الجمهور من المتقدمين والمتأخرين أنهم معصومون -أيضا- من الإقرار على الذنوب مطلقا، والمسألة طويلة الأذيال فلا نطيل بذكرها.

والمقصود أن الله -تعالى- كما اختار الأنبياء على من سواهم اصطفى لهم من الأخلاق أزكاها، واختار لهم أفضلها وأولاها، وجمع الفضائل التي فرقها فيهم لخاتمهم وسيدهم وأفضلهم محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>