والنوم، فلم تزل العلماء والحكماء والعرب تتمادح بقلتهما، وتذم بكثرتهما، لأن كثرة الأكل والشرب دليل على النهم والحرص والشره وغلبة الشهوة، وسبب لمضار في الدنيا والدين. وقلته دليل على القناعة وملك النفس، وقمع الشهوة سبب لحفظ الصحة، وصفاء الخاطر وحدة الذهن.
كما أن كثرة النوم دليل على الضعف، وقلة الذكاء والفطنة، سبب للكسل والعجز، وتضييع العمر في غير نفع، وقساوة القلب وغفلته وموته.
وكان نبينا -صلى الله عليه وسلم - قد أخذ من هذين الفنين بالأقل.
هذا ما لا يدفع من سيرته وهو الذي أمر به، وحض عليه، وعلى ذلك كان أصحابه - رضي الله عنهم - والصدر الأول من أمته.
ولهذا قال العلماء:" إن الشبع بدعة ظهرت بعد القرن الأول، وقد وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- الخلف بعد القرون الفاضلة من أمته بأنه يظهر فيهم السمن ".