للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهداهم لما ضلت عنه الأمم قبلهم كيوم الجمعة، ووهب لهم من علمه وحلمه، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس.

وكمل لهم من المحاسن ما فرقه في الأمم، كما كمل لنبيهم من المحاسن ما فرقه في الأنبياء قبله، وكمل في كتابه من المحاسن ما فرقه في الكتب قبله.

وكذلك في شريعته، فهذه الأمة هم المجتبون، كما قال إلههم: ... {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ... .

وجعلهم شهداء على الناس وقال - تعالى -: ... {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} ... فأقامهم في ذلك مقام الرسل الشاهدين على أممهم " انتهى.

ولا ريب أن حنس أهل الكتاب أكمل في العلوم النافعة والأعمال الصالحة ممن لا كتاب لهم. وأن هذه الأمة أكمل من أهل الكتابين وأعدل، فليس عند أهل الكتاب فضيلة علمية وعملية إلا وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أكمل منهم فيها.

كما قال شيخ الإسلام أبو العباس:

من نظر بعقله حتى في هذا الوقت إلى ما عند المسلمين من العلم

<<  <  ج: ص:  >  >>