وأما قول النصراني:"إن يشوع هو على ما يعترف به المسلمون المسيح الموعود به في التوراة وكتب الأنبياء، ويسميه محمد بكلمة الله وروحه، ويقول: إنه لم يكن له أب من البشر، وأما محمد فهو مولود على الطريق المعتاد في الطبيعة".
فالجواب عنه -ومن الله التأييد- أن نقول:
أما الثناء على عيسى -عليه السلام- وتنزيهه وتنزيه أمه -عليهما السلام- عن فرية المفترين وكذب الكاذبين فقد جاء بذلك نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وذلك تصديق نص الإنجيل الذي قدمنا ذكره في وصف الفارقليط، حيث قال:"وهو يمجدني".
فلم يمجده تمجيده الحق إلا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإنه جاء بتنزيه أخيه المسيح عن فرية المكذبين له وفرية المغالين فيه، وأتى فيه بالقول الحق والمذهب الوسط بين غلو النصارى وإطرائهم، وبين تكذيب اليهود وجفائهم.