«تجعله بينك وبين الحصير يقيك منه؟ فقال ما لي وللدنيا، ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها» .
«ولما بنى -صلى الله عليه وسلم- مسجده ومساكن أزواجه، قالوا: ألا تسقفه؟ فقال: عريشا كعريش موسى خشبات، تمام الأمر أعجل من ذلك» .
فكان حاله -صلى الله عليه وسلم- في مأكله ومشربه ولباسه ومساكنه حال مسافر يقنع في مدة سفره بمثل زاد الراكب من الدنيا، ولا يلتفت إلى فضولها.
وحسبك من تقلله منها وإعراضه عن زهرتها وقد سيقت إليه بحذافيرها وترادفت عليه فتوحها أن «توفي -صلى الله عليه وسلم- ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله» كما تقدم الحديث بذلك، وتقدم -أيضا- قول عائشة - رضي الله عنها -: «لقد توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي» . وقالت أيضا:«ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا» .