الخامس: أن الإله لا بد أن يكون قادرا على الخلق والإيجاد، فلو كان المسيح إلها لقدر على دفع الجوع عن نفسه بغير الطعام، فلما لم يقدر على دفع الضرر عن نفسه كيف يعقل أن يكون إلها للعالمين؟.
ولما كانت هذه الحجج في غاية الجلاء ونهاية الظهور قال -تعالى-: {انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ} ، أي: نظهرها {ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} ، أي: ثم انظر بعد هذا البيان والوضوح والجلاء أين يذهبون وبأي شيء يتمسكون؟.
السادس: أن اليهود كانوا يعادون المسيح، ويقصدونه بالسوء، فما قدر على الإضرار بهم، وكان أنصاره يحتاجون إلى النفع، فما قدر على إيصال نفع من منافع الدنيا إليهم، والعاجز عن الضر والنفع كيف يجوز أن يكون إلها؟.
ولهذا قال -تعالى-: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} .
السابع: أن مذهب النصارى أن اليهود صلبوه، ومزقوا أضلاعه.... إلى غير ذلك من زعمهم. ومن كان في الضعف هكذا كيف يعقل أن يكون إلها؟ !.
الثامن: إن إله العالم يجب أن يكون غنيا عن كل ما سواه، وكل ما