بعضه بعضا، فنفذت به الحجة، وظهر به العذر، وانزاح به الباطل، ودمغ به الكفر، يقول الله -تعالى-: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} .
وهذا الكلام من ابن إسحاق من أحسن ما قيل في الآية وأبينه.
وحاصل الجواب عن الشبهة أن النصارى تعلقوا بظاهر لفظ من القرآن يحتمل عدة معان من الحقيقة والمجاز، فهو من المتشابه الذي يجب رده إلى المحكم الذي لا يحتمل غير معناه الظاهر لكل أحد، فتعلقوا بقوله:{وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} ، وغفلوا عن قوله في عيسى:{إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ} ، وقوله:{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} ، وقوله:{أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} .
فأخبر الله -تعالى- أن ذلك لما في قلوبهم من الزيغ.
وهكذا من شابههم من هذه الأمة، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه