وهذا من أعجب الخوارق، أنهم مع حرصهم على تكذيبه لم تنبعث دواعيهم لإظهار تكذيبه بالتمني، بل صرفهم الله عن تمنيه، ليظهر صدق رسوله، وصحة ما أوحي إليه.
قال أبو محمد الأصيلي:
من أعجب أمرهم أنه لا توجد منهم جماعة ولا واحد من يوم أمر الله بذلك نبيه - عليه السلام - يقدم عليه، ولا يجيب إليه، وهذا موجود مشاهد لمن أراد أن يمتحنه منهم.
وكذلك آية المباهلة التي نزلت في قصة وفد نجران، حيث نكلوا عن المباهلة، ورجعوا إلى الصلح، وبذلوا الجزية.
وكذلك قوله - تعالى -: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} ....، فما فعلوا، ولا قدروا، ولا يفعلون أبدا.
واعلم أن آية التمني - على ما قرره الحافظ ابن كثير - هي من باب المباهلة، على معنى أنها تضمنت الدعاء بالموت على أي الفريقين أكذب: من اليهود، ومن المسلمين، فقال:
" قال ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة، أو سعيد