وانفض ذلك المجمع -أيضا- على لعن نسطورس ومن قال بقوله.
وكل مجامعهم كانت تجتمع على الضلال، وتفترق على اللعن فلا ينفض المجمع إلا وهم بين لاعن وملعون.
ثم كان لهم مجمع خامس.
وذلك أنه كان بقسطنطينية طبيب راهب يقال له: أوطيوس، يقول:(إن جسد المسيح ليس هو مع أجسادنا في الطبيعة، وأن للمسيح قبل التجسد طبيعتين، وبعد التجسد طبيعة واحدة) .
وهذه مقالة اليعقوبية، فرحل إليه أسقف دولته، فناظره، فقطعه، ودحض حجته.
ثم صار إلى قسطنطينية، فأخبر بتركها بالمناظرة، وبانقطاعه، فأرسل بترك الإسكندرية إليه، فاستحضره، وجمع جمعا عظيما، وسأله عن قوله، فقال:
إن قلنا: إن المسيح طبيعتان فقد قلنا بقول نسطورس، ولكنا نقول: إن المسيح طبيعة واحدة، وأقنوم واحد، لأنه من طبيعتين كانتا قبل التجسد، لما تجسد زالت الاثنينية، وصار طبيعة واحدة، وأقنوما واحدا.