الأجوبة عن اعتراض الطائفتين ما هو أظهر وأوضح، كما سيأتي ما يتيسر من ذلك مما يتعلق بغرضنا - إن شاء الله -.
الوجه الثاني:
أن المعجزات الظاهرة والأدلة القاطعة قد قامت على نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وبعد ثبوت المعجزات فلا التفات إلى مثل هذه الاعتراضات.
كما قد أجاب به النصراني عن شبهات اليهود فلا يبقى إلا التسليم لخبر من قامت المعجزة على صدقه. فلما ثبت بالأدلة القاطعة صدق محمد -صلى الله عليه وسلم- في خبره عن الله علم قطعا كذب كل خبر يخالف ما جاء به.
يوضح ذلك الوجه الثالث:
وهو أن دعوى النصارى قتل المسيح، وصلبه مستندة إلى أخبار من وضع الكتب التي بأيدي النصارى، وهي غير موثوق بها، لما سنبينه من أمرها، ولأنها كانت في أول الأمر بأيدي عدد قليل لا يستبعد تواطؤهم على الكذب والتبديل والتغيير، فلا يعارض بها خبر من جاء بالمعجزات التي لا مرية معها أنه أخبر بما أخبر به عن وحي من الله.