وقد صدر في البيان المشترك١ لمجموعة الخبراء المجتمعين بدعوة من اليونسكو لدراسة المشكلات الناشئة عن الاتصالات والعلاقات بين الحضارات في العالم الراهن ما يلي:
"إن جامعة عالمية في المثل العليا تنبجس ببطء، ويمكن أن تكون أساسًا للمنظمات السياسية والمبادلات الاقتصادية الدولية؛ فإذا توصلت الأمم إلى أن تتفاهم، حلت الثقة محل الخوف والتوترات، وأصبح من الممكن -في إطار قيم مفهومة ودوافع معروفة- أن يتوصل التعاون الاقتصادي والاتفاق السياسي إلى نهاية موفقة حقيقية؛ أما إذا أغفل هذا الإطار الثقافي، أو حطمته سرعة التبدلات التي تهدد التطور وتكييف القيم؛ فإن التقدم المادي والمصالح الخاصة تكون معرضة هي الأخرى للخطر".
ويختم البيان المشترك بالإلحاح على التعاون -في إطار اليونسكو- لتكوين النزعة الإنسانية فيقول:
"إن مشكلة التفاهم الدولي هي مشكلة علاقات بين الثقافات؛ فمن هذه العلاقات بين الثقافات يجب أن ينبثق مجتمع عالمي جديد قوامه التفاهم والاحترام المتبادل. وهذا المجتمع يجب أن يأخذ صورة نزعة إنسانية جديدة يتحقق فيها الشمول بالاعتراف بقيم مشتركة تحت شعار تنوع الثقافات".
وبعد أن يشير البيان إلى أن مثل هذا المجتمع لا يمكن أن تحققه الأمم بوساطة وزارات للاستعلامات أو إدارات للعلاقات الثقافية يقول:
"أما منظمة دولية مثل منظمة اليونسكو؛ فإنها قادرة على أن تدعو جميع
١ أصالة الثقافات ص٤٢٣ تحت عنوان "إنسانية الغد وتنوع الثقافات". ولم يذكر في البيان تاريخ صدوره ولم يحدد مكان الاجتماع في الترجمة العربية.