اليهود وغيرهم قبولاً من صرعى الغزو الفكري من بعض المنتسبين للإسلام، فشاعت على ألسنتهم وبأقلامهم فكرة فصل الدين عن الدولة، وفصله عن الاقتصاد والمجتمع، والمناداة بتحرير المرأة، والدعوة إلى تطوير الإسلام، والقول بالتزام المقاييس غير الإسلامية في الأخلاق.
ج- وقد اقترنت مثل هذه الأفكار التي تستهدف الإسلام عقيدة وتشريعًا، ونظامًا وخلقًا، بإثارة طائفة من الشبهات التي لا ترتكز على أي سند علمي، أو برهان منطقي، كما اقترنت بمحاولة وضع نظم الحياة وفق القوانين الغربية، وصوغ الأخلاق وفق المفاهيم الغربية أيضًا، ووقع الفصل كذلك -في إطار التربية ومناهج التعليم- بين الدين والثقافة، وبين الدين والعلم على نحو ما جرى في أوروبا إِبَّان القرون الوسطى وما بعدها.
وجرت عملية تزوير خطير في تفسير التاريخ، وتحليل الوقائع التي حلت بالمسلمين في العصر الحديث، والتمست الحلول في غير المنهج الإسلامي، كمحاولة تنظيم الأوضاع السياسية على أسس النظم السياسية الغربية المعاصرة دون تمحيص وتدقيق، وأخذ ما يلائم، ورفض ما لا يصلح، وكمحاولة تنظيم الأوضاع الاقتصادية على أسس من نظريات اقتصاد الغرب أو الشرق، وبذلك سادت النظم الرأسمالية أو الاشتراكية، ووقع ما لا بد أن يقع في ظل هذه الأنظمة من تنازع وعداء..
د- كان لهذا كله أثره الواضح في تمزيق بنية المجتمع الإسلامي، وتفريق صفوف المسلمين وضرب قاعدة الإخاء التي ينبغي أن تسودهم دون أن يفيد المجتمع من نقل التجارب الغربية أو الشرقية في دعم وضعه السياسي أو الاقتصادي. وإن مثل هذا المنحى الخطير في اتباع مناهج الحضارة الغربية قد أتاح لأعداء الإسلام أن ينفذوا إلى الأفكار والنفوس، والأخلاق ونمط