الحياة، من أجل الوصول إلى هدفهم الرئيسي الخطير، وهو أن يستلبوا من نفوس المسلمين عقيدتهم الأساسية التي تقرر أن "الحاكمية المطلقة لله" ولا شك أنه إذا استطاع هؤلاء الأعداء أن يبلغوا هدفهم في تجريد المسلمين من عقيدتهم، فإنهم بذلك يجعلون المسلمين فريسة سهلة لكل ما يضمرون لهم من شر ومكر وعدوان.
هـ - إن الغزو الفكري يرمي -مهما حاول أن يتوارى ويستتر وراء دعوات ومفاهيم وشعارات- إلى الانسلاخ التام عن الإسلام، والإجهاز على العقيدة، وقد تطور هذا الغزو -كما يدرك المتتبع لتخطيطه ومساره- من مرحلة إلى مرحلة، فقد بدأ بالتظاهر باحترام الدين، وادعاء الموضوعية، والبروز بالسمة العلمية، ثم انتقل إلى مرحلة إثارة الشبهات عليه، ثم بمزاحمته بالأفكار المتنافية معه، المصادمة لمبادئه، ثم انتهى إلى الكشف عن حقيقة المحاولة وهي القضاء على العقيدة، واستبدالها بالتيار المادي الإلحادي المحض، الذي يقصد إلى الفصل بين الجيل المسلم وبين عقيدة الإسلام وأخلاقه ونظامه، وتدمير كل كيان سياسي أو تنظيم اجتماعي، أو اتجاه خلقي يقوم على أساس مبادئ الإسلام.