للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي عمّق في المسلمين فكرة معالجة قضاياهم بروح عقيدتهم الحية الكاملة الشاملة.

٤- وقد لفتت فكرة الاعتصام بالإسلام وحده في مواجهة الغزو الأجنبي -عسكريًّا واقتصاديًّا وفكريًّا- أنظار عدد من القادة السياسيين والمفكرين الإسلاميين إلى ضرورة الإلحاح -في إطار التربية والتوجيه- على تجلية الروابط بين المسلمين، والعوامل المشتركة التي تؤلف بينهم، وظهرت في هذا المجال دراسات وبحوث وافية عميقة، وانطلقت اتجاهات سياسية وفكرية في عدد من الأقطار الإسلامية تدعو إلى مواجهة التحديات بجرأة وثبات، وتضع مناهج في التربية والثقافة، والاجتماع والاقتصاد، على قاعدة الالتزام بالإسلام والولاء له، عقيدة وعبادة، وسلوكًا ونظامًا، وروابط وعلاقات، وكيانًا إسلاميًّا واحدًا يتجاوز منطق التجزئة ورواسب الضعف وآفات التخلف، ويطرح في حركته الجديدة -وهي أصيلة في نشأته ووجوده- كل التيارات الوافدة: من قومية وإقليمية، وغيرها من المذاهب المادية الهدَّامة.. وينطلق في معترك الحياة المعاصرة بعقيدة الإسلام ورسالته في المجتمع البشري، وهي رسالة الحضارة الخيرة المثلى، والسلام الشامل للإنسانية على هذه الأرض.

ويمكن إجمال هذه الروابط والعوامل المشتركة في١:

أ- وحدة العقيدة والمبادئ:

وهي تقوم على تصور واحد للوجود والكون، وتوجز في عبارة جامعة هي "لا إله إلا الله محمد رسول الله". ويتفرع عن هذه العقيدة مبادئ ومفاهيم وأفكار وعواطف وتتولد عنها نتائج مهمة كان ولا يزال لها أثر في مجرى تاريخ الشعوب الإسلامية وفي حياتها.


١ انظر تفصيل ذلك -تحليلًا وأمثلة: "المجتمع الإسلامي المعاصر" تأليف: محمد المبارك ص٢٨-٣٢.

<<  <   >  >>