للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الديني التبشيري في جملة دراسة المستشرقين عن الإسلام، وإذا كان بعضهم يجهر بهذا الهدف بشكل واضح في كل مناسبة تقتضي ذلك، فإن فئة أخرى منهم تجنح إلى أسلوب الدس الخفي، وإخفاء الحقائق، وإبراز الشبهات، وبتر النصوص، وإثارة الشكوك.. في كل ما يتعلق بالدراسات عن الإسلام: عقيدته وأحكامه وتاريخه ورجاله..

يقول "لويس ماسينيون" -وهو أستاذ جامعة فرنسية في باريس والمبشر في قسم الشئون الشرقية في وزارة المستعمرات الفرنسية: "إن الطلاب الشرقيين الذين يأتون إلى فرنسا يجب أن يلونوا بالمدنية المسيحية"١.

ويتمنى "ماسينيون" -في إحدى مقالاته أن يعود الاعتقاد الإسلامي في رجوع عيسى ابن مريم فيتفق مع الحادث الثاني للمسيح النصراني.. ويقصد "ماسينيون" بكلمة ثانية أوضح أن يعود المسلمون عن قولهم عيسى ابن مريم إلى القول: عيسى ابن الله -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- وفحوى مقال "ماسينيون" كله أنه ما دام لدى المسلمين أخبار برجوع المسيح عيسى ابن مريم، فلماذا لا يكون هذا المسيح الراجع هو المسيح الذي يعتقد به النصارى اليوم؟ وجعل "ماسينيون" هذه الفكرة عمدة دعوته إلى أن يُحْمَلَ المسلمون على ترك دينهم حتى يسهل استعمارهم على أهل الغرب٢.

وكان "ماسينيون" هذا زعيم الحركة الرامية إلى الكتابة العامية بالحرف اللاتيني تحقيقًا لهدف الحملة الاستعمارية التنصيرية التي ترى أن تقطيع أوصال العرب والمسلمين لا يمكن أن يتم ما دام هنالك لغة واحدة يتكلمها


١ التبشير والاستعمار ص٨٩.
٢ انظر: المرجع السابق ص٨٣.

<<  <   >  >>