للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعزله ثم إقصائه عن الحياة والقضاء.. تحرك المستشرقون لتحقيق عدد من الأهداف الدينية والسياسية والعلمية المشبوهة، واتخذوا لذلك نهجًا في التشكيك والمغالطة وتشويه الحقائق والافتراء والتزوير، وهو نهج لا يسلم منه أو من بعضه إلا عدد يسير منهم، كما اتبعوا لبلوغ ما يريدون كل وسيلة تتيح لهم بث سمومهم، ونشر أباطيلهم.. ويمكن تلخيص هذه الأهداف والوسائل فيما يلي:

١- إنكار أن يكون القرآن الكريم كتابًا سماويًّا منزلاً من عند الله عز وجل، وحين يفحم المستشرقون ما ورد فيه من حقائق تاريخية عن الأمم الماضية مما يستحيل صدوره عن أمي مثل محمد -صلى الله عليه وسلم- وتبطل دعواهم ببشرية القرآن الكريم وزعمهم بأنه ليس أكثر من تعبير عن انطباع البيئة العربية في نفس الرسول، حين تبطل دعواهم التافهة هذه، يزعمون ما زعمه المشركون الجاهليون في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أنه استمد هذه المعلومات من أناس كانوا يخبرونه بها، ويتخبطون في ذلك تخبطًا عجيبًا، وحين يفحمهم ما جاء في القرآن من حقائق علمية لم تعرف وتكتشف إلا في هذا العصر يرجعون ذلك إلى ذكاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقعون في تخبط أشد غرابة من سابقه.

وعلى الرغم من أن بعض تلامذة المستشرقين من العرب والمسلمين يقولون عن القرآن الكريم كلامًا يدل على اعتقادهم أنه فكر يتأثر ببيئة عربية معينة١، فإن هنالك عددًا من علماء المسلمين المعاصرين قد أعدوا بحوثًا ودراسات علمية وافية في دحض دعاوى المستشرقين ومزاعمهم


١ انظر في كتاب "في الشعر الجاهلي" للدكتور طه حسين، والردود عليه: "نقض كتاب في الشعر الجاهلي" تأليف: محمد الخضر حسين وفي: "النقد التحليلي لكتاب في الشعر الجاهلي" تأليف: محمد أحمد العمراوي.

<<  <   >  >>