للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول سبحانه: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ، وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ، قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ، فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} ١.

وملاك الأمر في هذه القضية أن توحيد الله تبارك وتعالى هو مفرق الطريق في حياة الإنسان بين ما يجب أن يكون عليه من رعاية للعمل العقلي السليم، والمنطق السديد الذي يحقق الدقة والنظام، في أخطر شأن من شئون البشر -وهو العقيدة- وبين ما لاينبغي له ولا يليق به من استخفاف بما يحكم به العقل السوي، وما يحمل عليه المنطق الصحيح، وما يؤدي إليه الاستخفاف من اضطراب وفوضى في العقيدة. بسبب الانسياق وراء الخرافات الباطلة والأوهام الزائفة، التي يأباها العقل، ويرفضها المنطق.

٢- وإذا كانت النظم التي لا غنى عنها للبشر في حياة صالحة سليمة قويمة، ترتكز في بواعثها ومقوماتها، وروحها وضوابطها على العقيدة التي يؤمن بها الإنسان، ويُحْكَمُ على هذه النظم بالصحة أو بالفساد، وبالنظام أو بالفوضى، في ضوء العقيدة التي تقوم هذه النظم عليها، وتنبعث منها، وتتلاءم مع مقتضاها وتوجيهاتها، فإن من المقطوع به -عقلاً ومنطقًا وتجربة- أن أي نظام اجتماعي أو سياسي، أو اقتصادي أو دولي،


١ "الزخرف: ٢٢-٢٥".

<<  <   >  >>